

نيسان تعلن أكبر خسائر وتغلق 7 مصانع وتسرّح 20 ألف موظف
في خطوة جذرية لمواجهة أسوأ أزمة مالية تواجهها منذ نحو ربع قرن، أعلنت شركة نيسان موتور اليابانية عن خطة لإعادة الهيكلة تتضمن إغلاق سبعة مصانع وتسريح 20 ألف موظف، بعد تكبدها صافي خسارة سنوية قدرها 670.9 مليار ين (4.5 مليار دولار)، وهي الأكبر منذ إنقاذها من الإفلاس بواسطة شريكتها الفرنسية رينو عام 1999.
خسائر تاريخية وتخفيض للطاقة الإنتاجية
وفقًا لوكالة "بلومبرج"، لم تصدر نيسان توقعات للأرباح التشغيلية للسنة المالية الجديدة التي تنتهي في مارس 2026، ما يعكس ضبابية مستقبل الشركة في ظل الأوضاع المالية والتجارية المتقلبة.
وتبدأ السنة المالية لنيسان في 1 أبريل وتنتهي في 31 مارس من كل عام. وبحسب الخطة الجديدة، سيتم إغلاق المصانع السبعة بحلول السنة المالية 2027، مع خفض الطاقة الإنتاجية السنوية من 3.5 مليون وحدة إلى 2.5 مليون وحدة. ولم تكشف الشركة حتى الآن عن مواقع تلك المصانع.
خطة تقشفية تشمل خفض التكاليف والوظائف
أوضحت الشركة أن خطة إعادة الهيكلة تستهدف خفض التكاليف بنحو 500 مليار ين. وتتضمن الخطة تسريح 20 ألف موظف، بينهم 9 آلاف موظف أعلنت عنهم سابقًا في نوفمبر الماضي.
وفي أول ظهور إعلامي له منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي في أبريل، قال إيفان إسبينوزا:
"الواقع واضح.. يجب على نيسان أن تعطي الأولوية للتحسين الذاتي بمزيد من الإلحاح والسرعة".
ويمتلك إسبينوزا خبرة طويلة في نيسان منذ عام 2003، ويبدو أن استراتيجيته ستتسم بقدر أكبر من الحسم مقارنة بسلفه ماكوتو أوتشيدا، الذي تعرّض لانتقادات بسبب تردده في اتخاذ قرارات قوية، مثل إغلاق المصانع.
تراجع في الولايات المتحدة والصين.. وفشل اندماج "هوندا"
تعاني نيسان من تراجع حاد في المبيعات، خاصة في السوقين الأميركية والصينية، بسبب تشكيلتها القديمة من الطرازات. وقد فاقم الوضع فشل محاولات الاندماج مع شركة هوندا موتور مطلع العام الجاري، ما حرمها من شريك استراتيجي كان يمكن أن يعزز قدرتها التنافسية.
وحول فشل الصفقة، قال إسبينوزا إن هوندا "لا تزال واحدة من عدة مرشحات محتملة" لعلاقات شراكة أو استثمار مستقبلية، مضيفًا:
"نعمل على ذلك بجدية، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل".
ضغوط من سياسات ترامب التجارية
تواجه نيسان ضغوطًا إضافية بسبب السياسات التجارية المتقلبة للولايات المتحدة، إذ توقعت الشركة تأثيرًا ماليًا بنحو 450 مليار ين نتيجة الرسوم الجمركية على السيارات وقطع الغيار، ما قد يؤدي إلى خسائر تشغيلية قدرها 200 مليار ين في الربع الأول.
وبحسب المدير المالي، جيريمي بابان، فإن نحو 45% من مبيعات نيسان في السوق الأميركية تأتي من صادرات قادمة من المكسيك واليابان، مشيرًا إلى أن الرسوم قد تطال 300 ألف وحدة من المكسيك و120 ألفًا من اليابان.
وقد حذّرت شركات يابانية أخرى، مثل تويوتا ومازدا، من تأثيرات مماثلة. وقالت تويوتا إن دخلها التشغيلي قد يتأثر سلبًا بـ180 مليار ين خلال شهرين فقط، فيما قدّرت مازدا الخسائر بـ10 مليارات ين في شهر أبريل وحده.
تحالفات استراتيجية مستمرة
رغم التحديات، تسعى نيسان إلى تعزيز تحالفها مع رينو وميتسوبيشي، وتخطط للتعاون مع رينو في أوروبا والهند وأميركا اللاتينية، بينما تجري محادثات مع ميتسوبيشي حول تطوير شاحنات "بيك أب" وبطاريات السيارات الكهربائية في السوق الأميركية.
كما لم تستبعد نيسان احتمال تجديد محادثاتها مع هوندا، خاصة في ظل تركيز الجانبين على مجالات مشتركة مثل المركبات الكهربائية والبطاريات.
السوق يرحب بالخطة بحذر
أنهت أسهم نيسان جلسة الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 3%، ما يعكس بعض الثقة في خطة إعادة الهيكلة الجديدة، رغم أن السهم ما يزال منخفضًا بنسبة 26% منذ بداية العام.
تبقى "نيسان" أمام معركة شرسة لاستعادة مكانتها في سوق عالمية متقلبة ومليئة بالتحديات التقنية والتجارية، وسط ضغوط خارجية متزايدة وحاجة ملحّة لإعادة بناء الثقة داخليًا وخارجيًا.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
